وهي شرف المؤمن وتورث صحة البدن وهي كفارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر ، تبيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق ، وأن المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، وثماني ركعات من آخر الليل ، والوتر زينة الآخرة . وقد يجمعهما الله لأقوام وإنه كذب من زعم أنه يصلي الليل وهو يجوع ، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار وقال الله سبحانه وتعالى : ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) ((كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) وعن الصادق (عليه السلام) قال : ((قال النبي (صلى الله عليه وآله) في وصيته لعلي (عليهما وآلهما السلام) : يا علي أوصيتك في نفسك بعدة خصال فاحفظها . ثم قال اللهم أعنه))، ثم ذكر عدة خصال إلى أن قال : ((وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال)) . وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ((صلاة ركعتين في جوف الليل أحب الي من الدنيا وما فيها)) . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : ((لا تطمع في ثلاث مع ثلاث: في قيام الليل مع الإكثار من الطعام ولا في نور الوجه مع النوم في الليل كله ، ولا في الأمان من الدنيا مع مصاحبة الفساق)) .وروى عن عيسى (عليه السلام) نادى أمه بعد موتها فقال: ((كلميني يا أمي هل تريدين العودة الى الدنيا ؟ فأجابت : بلى ، لكي أصلي لله في جوف الليل القارص وأصوم في يوم شديد الحر، يا بني إن هذا طريق رهيب)) .فاستيقظ قبل آذان الفجر بساعة وأدِّ هذه الصلاة عسى الله أن ينفعك بها في الدنيا والآخرة ولا تتركها في أي حال فإن كنت مريضا صلِّها وإن كنت مستلقياً على فراشك، وإن خفت عدم الاستيقاظ صلِّها قبل أن تنام، وإن تسلط عليك الشيطان ومنعك من القيام فاقضها حين تستيقظ، وإياك إياك أن تحرم منها فإن في الروايات أن المحروم منها رجل قيدته ذنوبه .
مقتطف من كتاب خير الزاد ليوم المعاد
لفضيلة الشيخ جواد الفرطوسي ( دامت بركاته)