الرئيسية / المقالات / مقالات

  • العُجُبُ

  • العُجُبُ

     إن من موارد الإحباط في العمل هو حصول العجب وهو شعور الفرد بأهمية العبادة التي جاء بها مع أن الله سبحان وتعالى يقول  قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . وعرفه صاحب جامع السعادات ((هو استعظام نفسه لأجل مايرى لها من صفة كمال , سواءً كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا  .

    وقد ورد في الأخبار منها رواية عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال الله تعالى : بأن من عبادي لمن يجهد في عبادتي ... إلى أن يقول: ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله.. الحديث .

    وعن أبي سويد عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل. فقال: العجب درجات منها : أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه. ويحسب أنه يحسن صنعاً ومنها: أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله ـ عز وجل ـ ولله عليه فيه المن .

    ولم يفت الفقهاء المتأخرون بكونه مبطلاً للعبادة, وإن كان مقارناً لها, والشيء المتيقن هو برجوحيته تماماً بحيث يؤدي إلى الهلاك.

    وإنما يؤدي العجب إلى الهلاك فيما أذا أعجب المرء بنفسه ويحصل ذلك أذا أعجب بأعماله على العموم وبحسن سريرته أيضاً , غاضاً النظر عن التوفيق الإلهي وفي حين أن حديث الفقهاء إنما هو في إعجاب الفرد بعبادة معينة. فإذا كانت عباداته كلها هكذا كانت غير مقبولة وإن كانت مجزية ولا ثواب عليها ويعاقب على الشعور بالعجب لا على العبادة المجزية. والأمر أكثر من ذلك أمام الله سبحانه وتعالى ويمكن أن تقوم الأخبار الآتية بتوضيحه.

    منها : عن أبي الحسن موسى(عليه السلام) قال لبعض ولده : يابني عليك بالجد ولا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته. فإن الله لا يعبد حق عبادته . 

    وعن سماعه ، قال سمعت  أبا الحسن (عليه السلام) يقول : (لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب ...)  وعن أبي عبد الله(عليه السلام) (قال: قال إبليس إذا استمكنت من ابن آدم من ثلاث لم أبال ما عمل .فانه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله ونسي ذنبه ودخله العجب) .فالله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يعبد حق عبادته ومهما أدى العبد فإنه دون استحقاق مولاه . مضافا إلى أن كل العبادات إنما هي بتوفيق منه تبارك وتعالى. وبتنفيذ عن طريق الجسم والأعضاء الموهوبة منه سبحانه . وقد كان الأنبياء المعصومون والأوصياء بل والملائكة المقربون يشعرون بضألة ما يؤدونه لله –عز وجل – من العبادة ، بالرغم من أهميتها وطول زمانها وخلوص نيتها – وفي رواية عن الأنبياء : (سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ) . والأدعية طـافحة بـهذا المـضمون .

    إذن فمن الواجب أمام الله سبحانه الشعور بهذا الشكل وتجنب العجب الذي يكون في نظر العارفين سفاهة مهلة ، ومزحة بغيضة وكذبة سمحة ولله في خلقه شؤون .

    ولك أخي المؤمن فيما يحصل العجب ، ودرجـات العجب ، ومقابل من يكون العجب . فيكون العجب في  : 

    1 – الذات / وهو الإعجاب بالنفس بغض النظر عن جهاتها الخارجية وجميع صفاتها الداخلية أيضاً.

    2 - الصفات / وهو الإعجاب بالخصائص الدنيوية مثل المال والبيت الفاره والسيارة والأثاث وغيرها .

    3 - الأفعال / وهو الإعجاب بالخصائص الأخروية مثل الأعمال الصالحة ونور الوجه وطيب القلب وتكرار الحج وغيرها. 

    ودرجاته هي : 

    • حصول العلم بالأهمية بالصفة التي يحملها أو عمل معين حتى حصول الفخر. 

    • حصول العلم بالأهمية بمقدار معلوم وإن لم يصل إلى الزهو . 

    • حصول الزهو والاستقلالية عن الله سبحانه وتعالى بأن يقول ( أوتيته على علم عندي ) أي كل النتائج منه وليس لله سبحانه فيها تدخل.

     ويكون العجب مقابل :

    1. الله سبحانه وتعالى. 

    2. المعصومين. 

    3. عامة الناس. 

    4. الأقل مستويات من البشر .

    مقتطف من كتاب خير الزاد ليوم المعاد 

    لفضيلة الشيخ جواد الفرطوسي ( دامت بركاته)

    • تاريخ النشر : 2021/04/07
    • مرات التنزيل : 871

  • مقالات ذات صلة