الرئيسية / المقالات / مقالات

  • الرياء

  • الرياء

    على المؤمن أن يكون محافظاً على أعماله من موارد الإحباط  والبطلان ومنها الرياء: وهو الإتيان بالعبادة من أجل إراءة الناس كلاً أو بعضا . يعني سواء كان الداعي الكامل للعبادة هو رؤية الناس أو الداعي الناقص ، وقال في جامع السعادات / هو طلب المنزلة في قلوب الناس بخصال الخير وما يدل عليها من الآثار  فانه كله من الرياء . والرياء من الشرك، كما نطقت به الروايات إذ قال :(إن الرياء من الشرك)  لأنه إشراك للمخلوق مع الخالق سبحانه في إنجاز عمل ، ويقال له يوم القيامة : خذ جزاءك ممن عملت له . وهو مخلوق ولن ينال الفرد منه شيئا . وليس له من الله أي ثواب بل عليه العقاب ويشمـله كل الأدلة التي دلت على عقوبات المشركين في الكتاب والسنة. إذ يقال إن المرائـي مشرك (كما دلت على ذلك الروايات) وإن المشرك عليه هذه العقوبات . إذن فالمرائي عليه عقوبات المشرك كل ما في الأمر أنه كلما تزايد قصد الريـاء كان الشرك أكبر. فلو كان العمل للمخـلوق خالصا، أو كان هو الجزء الأكـبر من القصد كان شركا صريحا وإلا كان شركا خفياً. وهذا يشـمل العبـادات الواجبة والمستحبة، ولكنه لا يشـمل المكروه والحرام فلو تـرك المكروه والحرام بقصد الرياء بإحدى أشـكاله (التي يذكرها العلماء)   كان مجزيا من زاوية ترك الحرام والمكروه وإن كـان مستحقا للعقاب على الشرك لا مــحالة .وأما مراتب التقية والإكراه ، فليس من الرياء في شيء وإن كـان العـمل يحمل الفكرة نفسها وهو اراءة الآخـرين ، إلا أنه مـعفو عنه شرعـا وله أحكام خاصة به . والفرق الأساسي بين الموردين، وهو وجود القناعة وعدمه . فلو وجدت القناعة باراءة الآخرين كان رياءً مبطلا للعبادة . وأما إذا لم توجد القناعة بالعمل الأصلي ، وإن وجدت باعتبار ظرف التقية والإكراه كان الفرد معذورا .

    مقتطف من كتاب خير الزاد ليوم المعاد 

    لفضيلة الشيخ جواد الفرطوسي ( دامت بركاته)

    • تاريخ النشر : 2021/04/07
    • مرات التنزيل : 926

  • مقالات ذات صلة