إن زيارة عاشوراء كانت ولا زالت محط أنظار كبار علماء الطائفة ومحققيهم وجملة من العرفاء منهم, وتعتبر من أفضل الوسائل للتقرب إلى الله تعالى لذا جاء التأكيد عليها من قبل الأئمة المعصومين من خلال روايات وردت عنهم مما حدا بكثير من العلماء أن يجعلها وردا ً خاصا ً له لما فيها من قضاء الحوائج وحل ٍ لكثير من المشاكل ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (زيارة عاشوراء وأثارها العجيبة) للسيد علي الموحد الأبطحي الأصفهاني .
ولا يخفى أن زيارة عاشوراء تمثل نشيد الولاء والبراءة الذي يُردده المؤمن في كل يوم معلناً فيها مولاة محمد وآل محمد والبراءة من أعدائهم بألفاظ قدسية ربانية إذ يصرح جملة من العلماء بأنها حديث قدسي وليس رواية عن الأئمة فقط إذ إن في رواية صفوان بن مهران أن جبرائيل الأمين تلقى هذه الزيارة عن الله جل جلاله كما سيأتي في ذكر الضمان الوارد في الرواية وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لصفوان: (اقرأ هذه الزيارة والدعاء وواظب عليها ، فإني أضمن لقارئها عدة أشياء منها زيارته مقبولة وسلامه واصل غير محجوب وسعيه مشكور ويقضي الله حاجته ولم يرجع ميؤساً من رحمة الله .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) يا صفوان إني وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، وأبي عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان عن الحسين (عليه السلام)، والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان والحسن (عليه السلام)عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان، وأمير المؤمنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضموناً بهذا الضمان ورسول الله(صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل(عليه السلام)مضموناً بهذا الضمان وجبرائيل عن الله (عز وجل) مضموناً بهذا الضمان، وقد آلى الله (عزوجل) على نفسه أن من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء ُقبلت زيارته وشفعّته في مسألته بالغاً ما بلغت وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائباً وأقلبهُ مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكةُ ملكوته ثم قال جبرائيل , يا رسول الله أرسلني ولله إليك سرورا ً وبشرى لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين إلى يوم البعث .
قال صفوان : قال لي الصادق (سلام الله عليه) إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت , وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله , والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنه والحمد لله) ولا يخفى ما أكد عليه الإمام المهدي عليه السلام من قراءة زيارة عاشوراء إذ عند لقائه بالسيد أحمد الرشتي قال (عليه السلام)لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء: عاشوراء عاشوراء عاشوراء
ومن هنا كان دأب العلماء السابقين (رضوان الله عليهم) المداومة على هذا العمل المبارك ولا يتأثر المؤمن بما يُشيعه بعض من يتنازل عن عقيدته –لأبسط الأسباب- ضد هذه الزيارة المباركة ويشكك فيها.
مقتطف من كتاب خير الزاد ليوم المعاد
لفضيلة الشيخ جواد الفرطوسي (دامت بركاته)